رواق مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين يعرض 10 من كبار المصورين المغاربة

يستقبل رواق الفنون التابع لمؤسسة محمد السادس، و المتواجد في المركب الإداري و الثقافي بالرباط، منذ اليوم عرضا رائعا بعنوان "10 مصورين مغاربة معاصرين" و ذلك للاحتفاء بالتصوير المغربي المعاصر. و سيقدم هذا العرض إلى غاية 27 مارس الجاري أهم الفنانين في الساحة المغربية و كذا أعمالهم الفنية، أمثال الفنانة إيطو برادة، كارول بنيطا، هشام بونهود، ياسمين بوزيان، علي الشرايبي، هشام كارداف، حسن حجاج، لمياء ناجي، ليلى ساديل، و كذا داوود أولاد السيد.

من طنجة إلى مراكش و مرورا بأزمور و الرباط، سيتيح هؤلاء الفنانين الفرصة للاستمتاع بمغرب بالألوان أو بالأبيض و الأسود.  و يمتلك الفنانون الذين تم عرض أعمالهم صيتا عالميا كما قاموا بتقديم أعمالهم بعدة متاحف رائعة عبر العالم. نذكر من بينهم إيطو برادة، مديرة و مشاركة في تأسيس مكتبة الأفلام بمدينة طنجة، و التي قامت بعرض أعمالها بمتحف "تيت مودرن" بلندن و كذا بمتحف الفن الحديث بنيويورك. و في سنة 2011، تم اختيارها "فنانة السنة" من طرف البنك الألماني. كما نجد أيضا الفنان هشام بونهود الذي تم عرض أعماله بمركز "بومبيدو" بباريس و متحف "موري" بطوكيو و كذا بمؤسسة "أبيرتير" بنيويورك، و قد قدم عروضا مدهشة تم إنجازها بقاعة تدريس حينما كان مدرّسا.

بعض الفنانين الذين تم عرض أعمالهم يعيشون خارج المغرب لكنهم حافظوا على رابط مستمر مع هذا البلد و ثقافته. من بين هؤلاء الفنانين، هناك حسن حجاج المقيم بلندن و الذي أصبح أستاذا في البورتريه، كما أن أعماله حول مدينة مراكش لقيت نجاحا حقيقيا بإنجلترا و الولايات المتحدة.

و يأتي عرض "10 مصورين مغاربة معاصرين"، الذي تم افتتاحه تزامنا مع معرض الفن المعاصر بمدينة مراكش، بالتوازي مع الفوران الثقافي الذي يحرك المغرب حاليا، حيث يجسد هذا العرض الالتزام الدائم لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالفنانين المغاربة و الإشعاع الثقافي للبلاد.  

و تعكس هذه المبادرة إرادة المؤسسة لمنح أسرة التعليم نافذة حول تعدد التعبيرات الفنية و الثقافية.

الأنشطة الثقافية للمؤسسة

و التزاما منها بتوفير المساعدات في السكن و الصحة و التكوين و الرعاية الاجتماعي و كذا للتفوق المدرسي من خلال منحة الاستحقاق، تعمل مؤسسة محمد السادس منذ إنشائها على تقييم الفنون و الثقافة و ممارستها من طرف الأعضاء.  و هذا ما مكنها من توفير خدمات و أماكن تلبي كل حاجيات الهيأة التدريسية و عائلتهم بالمغرب.

رواق فنون المؤسسة

 مكان لاكتشاف أكبر الفنانين

و تتجلى أيضا المهمة الثقافية للمؤسسة من خلال إنشاء و تجهيز الأماكن الثقافية: مكتبات، أروقة فنون...  

تم افتتاح هذا الرواق في يونيو 2009 بالرباط بمقر المركب الاداري و الثقافي لمؤسسة محمد السادس، حيث يعتبر هذا الرواق مكانا للقاء و نشر مختلف أشكال التعبير الفني بالمغرب. 

و منذ افتتاحه، استقبل الرواق عدة رسامين كمحمد ملاحي، حسين طلال، معاد يباري، و محمد جعماتي و آخرون. كما احتضن أيضا الدورة 3 لمعرض "التربية بألوان الحياة" التي نظمتها الأكاديمية الجهوية للرباط سلا زمور زعير، حيث مكنت هذه التظاهرة جميع الفئات العمرية من الولوج للفن من خلال عرض 365 لوحة مرسومة من طرف أطفال تتراوح أعمارهم من 6 إلى 16 سنة، استفادوا من تأطير أساتذة في الفن التشكيلي بمؤسسات تعليمية بالمنطقة.

النهوض بالمواهب الفنية ضمن الإطار التعلمي

منذ إطلاقه، يهدف رواق الفنون التابع لمؤسسة محمد السادس أساسا إلى تشجيع المواهب الموجودة ضمن أعضاء الميادين الفنية المختلفة: كالرسم و النحت و التصوير و الأعمال التصويرية.  و بهذه الطريقة، يسعى الرواق إلى المساهمة في تعميم الثقافة لدى أعضاء المؤسسة و كذا المساهمة في النهوض بالفن المغربي على المستوى الوطني من خلال إتاحة تغطية إعلامية و للعروض التي تستقبلها. بالإضافة إلى هذا، يهدف هذا الرواق إلى تمكين أسرة التعليم لاكتشاف تعدد التعابير الفنية لتجديد مهمتها البيداغوجية.

إنشاء و تجهيز المكتبة الإعلامية:

خلال الأربع سنوات الماضية، قامت مؤسسة محمد السادس بافتتاح مكتبتين إعلاميتين عموميتين بمدينتي طنجة و الرباط تمنحان الأولوية لتنشيط الثقافي. إذ تستقبل هاتين المكتبتين أنشطة فنية و ثقافية متنوعة تهدف لإلهام المدرسين لإنجاز مهمتهم البيداغوجية بشكل جيد.

كل هذه الإنجازات تأتي لتلبية الإرادة الملكية النابعة من خطاب جلالة الملك محمد السادس ليوم 20 غشت 2012، و التي توضح أهمية الثقافة في خلق رابط اجتماعي: "فالثقافة تعد اليوم رافعة أساسية للإبداع والابتكار٬ وتغذية الروح٬ وإبراز الشخصية الوطنية٬ وبالتالي هي المحرك لدينامية مجتمعنا٬ الذي بقدر ما يعتز بتعددية روافده٬ وبرصيده الحضاري العريق٬ فإنه يظل متمسكا بتنوع خصوصياته وبانفتاحه على العالم."

المكتبة الإعلامية  العمومية بالرباط

تم افتتاح المكتبة الإعلامية لمدينة الرباط في فبراير 2010، حيث تضم حاليا 1300 منخرط و تمتد على مساحة 1500 متر مربع كما تضم قائمة كتب تصل إلى 250000 كتابا. تتوفر هذه القائمة باللغتين العربية و الفرنسية و بالنسخة الورقية و كذا الإلكترونية، حيث تغطي جميع الحقول المعرفية كالفلسفة و علم النفس و الدين و العلوم الإجتماعية و العلوم و التقنيات و اللغات و الفنون و الجغرافيا و التاريخ فضلا عن الآداب و التسلية.

تتوفر المكتبة على عدة فضاءات تلبي كل احتياجات الجمهور الوافد عليها: كشك مخصص للصحف و المجلات و فضاء مخصص للكتب بطريقة "برايل" و فضاء للقراءة و كذا فضاء للأطفال و الشباب، فضلا عن فضاء للوسائط المعتمدة. كما تم منح اهتمام خاص للأشخاص ضعاف البصر الذين يستفيدون من تأطير و تكوين خاص. و بفضل مقاربة انفتاح ثقافي، يستفيد المنخرطون من عدة أنشطة ثقافية مما يجعل المكتبة الإعلامية فضاءا عموميا للحوار و المعرفة لجميع الفئات العمرية.

المكتبة الإعلامية  العمومية بطنجة

تم افتتاح المكتبة الإعلامية العمومية بطنجة في دجنبر 2013 لتستقبل القراء من جميع الفئات العمرية، كما تمنح اهتمام خاصا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا الأشخاص ضعاف البصر أو المكفوفين. و بفضل ولوج سهل و موارد كاملة في جميع الميادين،  تتوفر المكتبة على ست فضاءات في مساحة اجمالية تفوق 950 متر مربع، حيث تضم فضاءا للقراءة و كشك مخصص للصحف و المجلات و فضاء مخصص للكتب بطريقة "برايل" لفائدة ضعاف البصر و كذا فضاء للأطفال، فضلا عن فضائين للوسائط المعتمدة و قاعتين للتكوين. إذ تشكل هذه المكتبة فرصة حقيقية للتعلم و الانفتاح بالنسبة لسكان مدينة طنجة الذي يستفيدون من أنشطة ثقافية متنوعة كلقاءات مع الكتّاب و مؤتمرات و كذا ورشات.

تمنح المكتبة كذلك ولوجا لقائمة تضم 29000 كتابا يهم بالأساس علوم التربية و كذا الثقافة العلمية و التقنية، حيث توفر قاعدة رقمية تمنح امكانية التصفح عن بعد لمئات الكتب الالكترونية بقائمة تضم 36000 مرجعا. يمكن للمستعمل الولوج لكل قواعد بيانات المكتبة و كذا معرفة كل جديدها فضلا عن إمكانية إدارة حسابه. و من خلال تسهيل الولوج لموارد إلكترونية معددة، تعمل المكتبة على تشجيع استعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال و التي تمثل اليوم أساس المعرفة.