اخر الأخبار

اعلان

حمل القالب من عالم المدون

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

العـــنــف الأســــــــــــــري ، الآباء يرونه وسيلة للضبط أما الأبناء فيرونه دافعا للتفكك الأسري ؟


تعرف الأسرة المغربية تغيرات على مدى سنوات ، فالأجيال الحالية تختلف عن سابقاتها في كونها تعيش وسط ثورة من المعلوميات المتجددة كل يوم تقريبا ، مما يجعل المستور عندها مكشوفا و بعد المسافات قريبا بلمسة زر ، مما زاد مساحة الحريات لديها و مستوى الإدراك قد يفوق في بعض الأحيان مستوى الكبار .لكن بين هذا الجيل و ذاك تقف أمور كثيرة حجرة عثرة في حلقة التواصل البناء بينهما شاسعة ، يراها الجيل الأول طريقة ردع من أجل استمرار سليم للحياة ، و يراها الجيل الثاني قيدا تقادم عهده و لا يجدي نفعا .

أباء الشدة أداة للمراقبة

عبد الصمد 50 سنة موظف سابق " التربية التي تلقيتها من والدي كانت قاسية ، لكنها أتت بنتيجة ، و أنا اخترت نفس النهج لأنني أريد الأفضل لأبنائي ، المراقبة و الصرامة داخل البيت خاصة تقي الأبناء من الخطأ و تريح الآباء من الخوف على ضياع الأبناء بين متاهات الحياة "
رأي آخر يوافق عبد الصمد في طرحه كوسيلة للحفاظ على استكمال مسيرة الحياة بأمان " في نظري القسوة و الزجر شيئان مهمان في التربية ، فالأبناء إن لم يحسوا بأنهم مراقبون و بصرامة قد يتعرضون للانحراف ، و يضيع مستقبلهم الذي هو أهم شيء قد يقيهم في حياتهم ، حرمانهم من بعض الأمور العزيزة عليهم قد يجعل الآباء مرتاحين و يطمئن بالهم لكي يحسوا بأهمية وجود الآباء ، و بذلك ينتفي لديهم الإحساس بالاستقلالية ، التعبير عن الرأي قد يأتي في بعض الأحيان بنتيجة معاكسة لذلك وجب وجود خطوط حمراء في الحوار قد تصل في غالب الأحيان إلى الزجر "يقول سهيل موظف بالقطاع الخاص 46 سنة .
و نحن نتحاور مع مجموعة من الأشخاص عن تربية الأبناء عن طريق الضغط و القسوة عليهم ، كدنا نصدق أن الرجال هم فقط من يؤمنوا بهذا النهج ، لكننا وجدنا نماذج من النساء من هن أكثر قسوة من الرجال على أبنائهن و الهدف ، الوصول إلى تربية سليمة لا تشوبها الأخطاء و لا الهفوات .
سمية 43 سنة معلمة " أنا أمتهن التدريس ، وتعلمت منها كيف أكون صارمة و منضبطة كي أنجح في مسيرتي المهنية ، و بالفعل فقد كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تجعل التلاميذ ينجزون واجباتهم المدرسية و ينتبهون أكثر لدروسهم ، و ارتأيت أن أطبق هذا النهج على أبنائي حتى أكون مطمئنة عليهم أكثر......أعلم أنهم سيتذمرون الآن ،لكنهم سيتفهمون موقفي عندما يصلون إلى سن معين ، بل و إلى مناصب تحتاج منهم الحسم في بعض المواقف ."
لكن حميد 36 سنة متزوج و أب لطفلين له رأي آخر في الموضوع  " أبنائي هم فلذة كبدي و لا أعتقد أن القسوة طريق إلى خلق جيل مسؤول يعول عليه في التطوير و البناء ، أعتقد أن الاعتراف بصداقة الآباء لأبنائهم هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى خباياهم ، خاصة و أننا نتعيش التطور العلمي كل يوم ، و عقارب الساعة تجري في تيارات مختلفة  ، إن نحن لم نمسك بزمام الأمور بعقل و روية فسوف نضيع نحن قبل أبنائنا ، أعتقد أن مصاحبة الوالدين لأبنائهم شيء مهم و استعمال العنف لن يجدي في كثير من الأحيان نفعا "
"أعتقد أن آباءنا عندما قسوا علينا فيما مضى كانوا يرجون الإصلاح، لكنهم لم يكونوا ليعلموا بأكثر الأمور التي كنا نخفيها عنهم، بل كانت أهم مما كانوا يعتقدون، لقد كنت أعاني أنا و إخواني من الفراغ العاطفي ، لانعدام التواصل بيننا و بين أبنائنا ، بل كل ما كانوا يعرفونه هو الزجر و النهي ، حتى ضحكاتنا كنا نكتمها ، لأنها مصدر إزعاج في و قت راحتهم ، لقد كنا الضحية التي لم يسمع صوتها إلى الآن ، لذلك أحاول التعامل مع أبنائي بطريقة ألطف و أكثر قربا ." تقول ليلى 28 سنة ربة بيت .
 
رأي الأبناء
أما سهيلة  30 سنة تتذكر كيف قابل أبوها نجاحها بغضبة كبيرة جعلت مسار حياتها يتغير إلى الأبد " كنت دائما أخشى لحظة الامتحانات  أو بالأحرى موعد ظهور النتائج لأن هناك دائما من يترقب أكثر و لا يقدر المجهود الذي أقوم به ، كنت أعلم أن والدي يريد أن أكون الأحسن ،لكنني في هذه السنة بالضبط عرفت نتائجي بعض النقص ، لم يتفهم والدي الظروف ، فوبخني و ارتأى بقائي في البيت خير من الإنفاق على تعليمي فلسا واحدا ، في حين كان عليه أن يتقرب مني لمعرفة السبب وراء إخفاقي المفاجئ ، و لو أنه فعل ذلك لكان وضعي الآن أحسن ، و مسار حياتي كان سيكون في اتجاه الأحسن "تقول بحرقة تخفي بها دموعها .
نزار طالب بكلية الطب يقول " الزجر و النهي شيئان مهمان لمعالجة أمور شتى ، هي واجبة للردع ، لكنها لا تجدي نفعا إذا أسرف الآباء في القسوة على أبنائهم ، لأنه في اعتقادي ما دام الأبناء جزء من الآباء فهم لا يمكن أبدا أن يضروا بهم ، لكن صعوبة التواصل بينهما هي التي تجعل لعبة شد الحيل تتحول في كثير من الأحيان إلى ما لا تحمد عقباه ، فلو علم الآباء أن طبيعة الأبناء اليوم تختلف عما عاشوه سابقا  و تقربوا من أبنائهم ، لما وجدنا مجموعة من الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية متفشية بصورة واضحة تتفاقم يوما بعد يوم "
أمال طالبة بالمستوى الثانوي 13 سنة "أحتاج أن أعبر عن رأيي ، لا أقول خارج البيت لأنني استطيع القيام بذلك بضغطة زر ، لكنني أتكلم عن الحرية داخل البيت ، صدقيني إن قلت لك أنني أحس بأنني ذاهبة إلى محكمة و ليس إلى بيت ، ، حواراتنا في المنزل قليلة ، و الخطأ عندنا ممنوع ، و إن حدث.... فالزجر و الضرب في بعد الأحيان ، طريقتان ناجعتان في نظرهم للحد من العودة إليه، أفضل العزلة داخل البيت خشية الخطأ و الحساب "

بوجرتاني فاطمة  

hubk

حمل القالب من عالم المدون