كم هائل من برامج الواقع بدأ يزين شاشة الثانية حرصا منها على شد أكبر عدد من المشاهدين ، برامج في أغلبها مستنسخة من برامج أوربية و لكن في لغة و حلة مغربية حتى تتلاءم مع طبيعة المشاهدين ، و من ضمنها برنامج من فئة برامج الواقع و الذي خرق كل التوقعات بحسب المتتبعين و المهتمين ، هو برنامج "مدام مسافرة" ، العنوان في حد ذاته قراءة شاملة لمضمون لببرنامج الذي جاء ليكرس مبادئ دخيلة على مجتمعنا الإسلامي و المغربي ، و بالتالي فإن برنامج الواقع هذا في نظر الكثيرين أخل بقواعد المجتمع و بقواعد التربية التي ظل الآباء يرسخونها في أبنائهم طوال سنوات .
"مدام مسافرة"البرنامج الذي ترى من خلاله القناة أنه برنامج اجتماعي لكل العائلة ، فارضة عبر شاشتها ثقافة غريبة على المجتمع ، ماهو إلا صدمة جديدة في الفضاء السمعي البصري و التي ما فتئنا نفاجأ بها في كل مرة ، و طالما تمنينا لو أن مثل هذه المهازل التلفزية أن تتحول أعمال ترقى إلى احترام الذوق الأدبي و الفني ، و تحترم كل الأعمار دون غيرها .
برنامج "مدام مسافرة" الذي راهن على نجاحه مسؤولوا القناة منذ أول وصلة إشهارية له ، خسر الرهان الاجتماعي على الأقل خاصة بعد تقديم الحلقة الفارطة منه ، فبدل أن أن تجتمع الأسر على مائدة سمر عائلي ، تفرقوا في تذمر وخجل مما رأوه بل متسائلين عن مدى مسايرة المسؤولين عن هذا البرنامج لتغيرات المجتمع المغربي ، و مدى تشبثه بأخلاقه و مبادئه رغم الاختلاف في الممارسة و البيئة ، بل و ضاربة عرض الحائط القيم الإسلامية و المبادئ الأساسية التي تنظم حياتنا كمغاربة نفتخر بانتمائنا لهذا الدين الذي أعطى لكل واحد منا قيمته كل بحسب مقدرته .
"حلقة مدام مسافرة" المنصرمة أظهرت جوانب عديدة قد لا تبدو للمشاهد العادي ، حيث أنها ركزت على سذاجة بعض المشاركين و مستواهم الفكري و المادي لتمرير خطابات ضربت بالقيم عرض الحائط ، أضف إلى ذلك الحوارات المفبركة و التي أكثر ما يقال عنها أنها لا تحترم قدسية العلاقات الاجتماعية و خصوصيتها
الهدف العام لبرنامج "الاواقع" هذا لعله جاء للتسلية ، أملة من خلاله القناة أن تخرج المشاهدين من روتين الحياة العادية ، أو لربما تهدف إلى أن تظهر جانبا من معاناة المرأة داخل البيت و هي تقوم بواجبها تجاه أسرتها من وجهة نظر القناة ، أو لعلها كانت تريد خرق القواعد العامة للأسرة المغربية و تنتج نموذجا أسريا جديدا يتلاءم مع نظرتها الخاصة للمجتمع . برنامج مدام مسافرة إذن هو برنامج لا يمثل مجتمعنا من كل الجوانب ، و على القناة أن تعي أن أسس هذا المجتمع لن تتغير و هي مبادئه الإسلامية و قيم الروابط الأسرية المبنية على الاحترام و الخصوصية
بوجرتاني فاطمة