بــقــلــم : رجــــاء فــتحــــان
"ما تقيش براءتي " تلك هي الكلمة الناصعة والمدافعة أمام صدمتة وذهوله بما أصبح يشعر به كل شخص
عندما يتصفح الجرائد أو يفتح التلفزيون على قنوات الأخبار أو ما يصل إلى مسامعه من أخبار يقشعر لها
الابدان من خطف وإغتصاب وهتك العرض وتحرش جنسي، تلك هي العناوين التي أصبحت
متدوالة في أغلب المقالات الصحفية، ونشرات الأخبار، حيث لم يعد يمر أي لقاء أو حوار دون التحدث عن ظاهرة الإعتداء على الاطفال.
إحساس غريب يشعر به المرء، إحساس ممزوج بالحزن والأسى و ممزوج بالغضب
عن ظاهرة خطيرة تمس فلذات أكبادنا. ولا أخفيكم أنه ممزوج أيضا بالخوف ، الخوف من "باكتريا" تنهش مجتمعنا، وتدمر قيمنا، ومستقبلنا، وإحساس بالمرارة عندما تسمع طفلة لم تتجاوز
سنتها الرابعة ، تحمل كل معاني البراءة ، تتحدث عن مغتصب طفولتها عن ذئب بشري، استغل براءتها ونهش
جسدها وحفر معاني الوحشية في ذاكرتها. وما يحز في النفس أكثر أن يحصل هدا الوحش على سنتين حبسا . فقط كيف يعقل أن تضيع براءة طفلة ومستقبل أسرة ويحكم على الجاني بسنتين.
ليست قصة هذه الطفلة هي الوحيدة أو الإستثناء وإنما حوادث وإعتداءات بالجملة يتعرض لها الأطفال وغالبا ما
تكون من أحد الأقارب.
أسئلة تفرض نفسها في الوقت الراهن، كيف السبيل للحفاظ على أطفالنا من
هده الوحوش البشرية ؟ وهل نترك أعمالنا ونتتبع أطفالنا وهم يخرجون من مدارسهم ؟ أم نعكف عن اللقاءات
الإجتماعية لنحميهم من هدا الفيروس البشري الذي لم نجد له لقاح بعد ؟وحتى ان سلمنا
بالوضع وإعتكف نسائنا في منازلهن ولم يعد لهم علاقة بالوسط الخارجي " فمغتصب النساء
المتزوجات " بسيدي معروف كسر هده الفرضية ولم يتوانى في إقتحام المنازل وإغتصاب
الخادمات، وربات البيوت، في عقر دارهن وسرقتهن.
مع العلم أن هذا المغتصب لم يمر على خروجه من السجن سوى أشهر قليلة ، ولم يتوقف الأمر عند مجرمين وسفاحين وقطاع الطرق.
فاستغلال الأطفال جنسيا ضم قائمة جديدة من المعتدين وهم مسؤولؤون، ووزراء من العيار الثقيل، ففضيحة
الاعتداء على أطفال مغاربة بمدينة مراكش من طرف وزير فرنسي كانت النقطة التي أفاضت
الكأس .
إذن كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من هذه الوحوش البشرية ؟ وما السبيل لمعالجة هذا الوباء
الذي استفحل في جسد مجتمعنا ؟ وهل الأحكام القضائية قادرة على القضاء عليه؟