يثير مسلسل"في حضرة الغياب" الذي يتناول سيرة الشاعر الكبير محمود درويش جدلا كبيرا منذ بدء عرضه قبل أيام على عدد كبير من الفضائيات العربية.
والمسلسل من إخراج نجدت أنزور وإنتاج وتمثيل الفنان السوري فراس إبراهيم (يؤدي شخصية درويش في العمل).
ويعترض عدد كبير من المتابعين للعمل على أداء فراس إبراهيم لشخصية درويش، التي يقول البعض إنه يحمل قدرا كبيرا من الاستخفاف بدرويش "نتيجة الأداء المتواضع والأخطاء الكثيرة التي وقع فيها إبراهيم".
وتتهم الكاتبة "ليانة بدر" في مقال لها في صحيفة الأيام الفلسطينية الجهة المنتجة للعمل، بمحاولة "استثمار تراث محمود درويش في سبيل التطفل وانتهاز الفرص المالية".
وتضيف في مقال "درس في الفن الرديء": "من قال إن الفن الرديء لا يمكن له أن يكون مدرسة نتعلم منها أصول الأشياء، ونزيد خبرتنا عبرها بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه نهاياته! طبعاً، أنا لا أدعو إلى تبني الرداءة منهجاً، ولكني أظن أنه يمكن لها القيام بدورٍ تربويٍّ، أحياناً، حين تدفع الصدف أو الأقدار بأعمال تافهة كي تكون أمامنا وفي متناول أبصارنا".
وتتابع "هذه طبعاً ليست دعوة لمتابعة مسلسل فراس إبراهيم عن محمود درويش، بل إنها محاولة لاكتشاف مصدر الانزعاج الذي يشعر به جزء كبير من المشاهدين والجمهور من استمرار عرضه، رغم أن القنوات التلفزيونية تبث الغث والسمين طيلة الوقت".
ونظم عدد من الكتاب والمثقفين الشباب الفلسطينيين الخميس اعتصاما أمام مقر مبنى تلفزيون فلسطين يطالبون من خلاله بإيقاف فوري للمسلسل.
وكانت مؤسسة محمود درويش الفلسطينية، أصدرت بيانًا على صفحتها الرسمية بالموقع الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، تنفى فيه صلتها بالمسلسل مؤكدة أنه يسيء لمكانة الشاعر الراحل الثقافية والوطنية.
وقال سمير هلال مدير المؤسسة لفضائية "بي بي سي" العربية: "لم يتم التنسيق أو الاستشارة المسبقة معنا من طرف فريق العمل الفني. نحن نأخذ على هذا العمل ضعف مصداقيته في التعامل مع حقائق تمس تاريخ الراحل شاعر فلسطين محمود درويش، ولهذا أصدرنا بيانا توضيحيا لعدم وجود أي علاقة لنا بهذا العمل المسيء للثقافة الفلسطينية برمتها".
فيما رأى تلفزيون فلسطين الرسمي في المسلسل تقديرا عربيا للشاعر الراحل وأكد استمرار عرضه خلال شهر رمضان لعدم انتهاكه القوانين التي تكفل حرية التعبير عن الرأي.
وقال عماد الأصفر، مدير البرامج "هذا العمل هو الأول من نوعه عربيا عن حياة رمز ثقافي ووطني فلسطيني راحل، وكتلفزيون فلسطين يجب علينا عرض المسلسل وأن لا نسمح للفضائيات العربية الأخرى أن تسبقنا لذلك رغم إدراكنا أن عملا واحدا لا يفي حق الراحل درويش والذي كان أمير الكلام".
وأعلن الفنان السوري فراس إبراهيم استياءه الشديد من "تنصل مؤسسة محمود درويش الفلسطينية من العمل" والجدل الكبير الذي رافق تجسيده لشخصية درويش.
وقال إبراهيم "كنت أتمنى أن يشاهدوا العمل أولاً قبل أن يهاجمونني، حيث إن محمود درويش ستبدأ رحلته منذ الحلقة الرابعة حتى يستطيعوا أن يحكموا على العمل جيداً، وهناك جهد كبير بذل في هذا العمل الذي وصلت تكلفته إلى أربعة ملايين دولار".
وأضاف "لقد قمنا كفريق عمل للمسلسل بتأريخ معلوماتنا من شقيقه أحمد درويش، والحقيقة أنني لا أعلم كيف يدّعى أصحاب مؤسسة محمود درويش أننا نقوم بعمل يسيء لهذا الشاعر الكبير ونحن نريد أن نكرمه أمام العالم كله".
بنت بلادي- متابعة