قامت الصحفية والكاتبة السيدة فوزية طالوت المكناسي وخبير الاقتصاد
الاجتماعي والفاعل الجمعوي السيد عبد الكريم عواد بإصدار كتاب فني جديد نهاية شهر
أبريل ويحمل عنوان "أسرار الصانعات التقليديات بالمغرب"، نشر
في دار مرسم ويقع الكتاب في 240 صفحة، ألف بالعربية والفرنسية والانجليزية ويروي الابداعات
الرائعة للصانعات التقليديات المغربيات.
نشر الكتاب بهدف أن يكون وسيلة دفاع عن حقوق الصانعة
التقليدية، لاسيما أن الصناعة التقليدية بالمغرب بكل فروعها المختلفة وبالأخص
القطاعات النسائية، يمكن تشكل في عصر الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر أداة فعلية
للتنمية المستدامة.
ويبقى هذا القطاع هذا غير معروف بشكل جيد بسبب نقص
الدراسات وعلى الرغم من ذلك فإن انشطة الصناعة التقليدية تغطي جل مناطق المغرب،
فهي متواجدة في الشمال كما الجنوب وفي المناطق الشرقية وأيضا الغربية، تشكل ذلك
الرابط المتين والدائم بين قمم الجبال والسفوح الممتدة، بين رمال الشواطئ والواحات
الغائصة في عمق الصحراء.
يشغل هذا القطاع ثلاث ملايين شخص ويشكل وسيلة عيش غير
مباشرة لعشر ملايين مغربي وبصيغة أخرى فإن ثلث الساكنة المغربية تعيش من مردود
الصناعة التقليدية.
بعيدا عن كونها تشكل موروثا مهما، فالصناعة التقليدية
هي أيضا أداة اقتصادية بامتياز وكذا وسيلة توازن بيئي. بالنسبة للعديد من الصانعات
التقليديات المغربيات، لا يشكل العمل اختيارا بقدر ما يشكل ضرورة ملحة، ففي
السنوات الأخيرة، استثمرت النساء بشكل متزايد في الفضاء الاقتصادي والعديد منهن
اخترن قطاع الصناعة التقليدية وهنا يتجلى الغنى الحقيقي لبلدنا، غير أن الصناعة
التقليدية النسائية الحالية تجابه مشاكل جمة تهدد حتى تواجدها كما تقابل مهاراتها
لامبالاة من قبل جيل الفتيات، بيد أن هذا الغنى النفيس متجدد باستمرار ويمكنه أن
يشكل رافعة مهمة للتنمية المستدامة ولتمكين النساء المغربيات.
إذا كان المنتوج ذاته لا يخلو من جمال جوهري فالتي
تصنعه تحمل هذا الجمال بداخلها، فهو جزء من روحها يسكن جسدها ويتشكل عبر أناملها.
المقاربة التي اعتيد نهجها اتجاه قطاع الصناعة
التقليدية بالمغرب كانت تطال المنتوج على حساب من تنتجه: الصانعة التقليدية.
هواتي النساء ينتظرن الآن تفعيل سياسة عملية وتدابير
مرافقة تمكن من ادماجهن كطرف أساسي، فقد أعطين الكثير ويرغبن بإعطاء المزيد لأنه
هنا تتجلى وسيلة عيشهن وثروة المغرب.