عن جريدة المنعطف : عبد العزيز بنعبو
سعد المجرد يحيي حفلا ناجحا في الكويت، مثله مثل أي نجم تتزاحم عليه المعجبات ، و لا عيب في ذلك مطلقا. يعود سعد المجرد من الكويت، لكنه يبقى فيها حاضرا خاصة في دماغ مذيع أراد أن ينبري للدفاع عن شيء لا يراه إلا هو. شيء يسميه الشرف أو ربما هذا ما ظنه. لا اظن مطلقا أن أخذ صورة مع مطرب تعتبر تخليا عن الشرف ، و لا أظن نجاح فنان في استقطاب المعجبات يجر ذلك السيل من السب و القذف في حقه و حق أسرته و حق المغاربة برمتهم. فالسحر الذي اتهمنا به منذ زمن، لا وجود له إلا في طيبة و بهاء و دماثة اخلاق المغاربة و المغربيات. كما أن سحرنا في انفتاحنا على كل الحياة دون استثناء.
من جهة اخرى لا أظن المذيع المذكور يتحدث باسم كل الكويتيين و الكويتيات، هو حالة شاردة عن مسار شعب عرفته عن قرب ، و رأيت طيبته و انفتاحه أيضا، و أذكر تلك الزيارة التي قادتنا إلى الكويت العاصمة سنة 2005، كانت إحدى المرافقات الكويتيات غاية في الروعة و الطيبة و الاخلاق إلى . احترمت نفسها قبل أن تحترمنا، و قس على ذلك شعراء وشاعرات ، كتاب و كاتبات ، أساتذة و أستاذات جالسنهم في لحظات نقاش حقيقية. لم يكن هناك من هاجس سوى المزيد من الاطلاع و المعرفة و نحن كذلك.
لكن عندما نجد مذيعا لا يعرف من الحياة سوى الأستوديو الذي يلقي منه بغضه و كرهه ، فنقول له عليك بتصحيح المسار و تصحيح الحياة التي تخوض فيها، فما عاد ممكنا أن تمنع معجبة من إظهار إعجابها بفنان حقق النجاح بشهادة الكفاءة و ليس بشهادتنا فقط.
ما أضحكني هو عندما قال أن سعد المجرد باع الليمون و كان حلاقا و كان كذا و كذا، لنفرض أن معطياته صحيحة، فهل التجارة عيب و هل ولد كل النجوم نجوما. أبدا، فالبدايات مختلفة عن النهايات دائما و الحياة خليط بين عصائر الليمون و الأفوكا و الاناناس و كذلك مرارة اليومي. كما أن سعد المجرد الذي لاقى تربية رفيعة على يدي والديه الفنانين البشير عبدو و نزهة الركراكي. هو جزء من أسرة فنية معروفة بالمغرب بطيبوبتها و اخلاقها العالية و ترفعها عن التفاهات. و أقول هذا بحكم معرفتي الوطيدة بعبدو و نزهة ،الاول صوت قوي يهبك الحلم و نزهة ممثلة مقتدرة تهبك المسرح فرجة و متعة و بلاغة ركحية و درامية. كما انهما معا كائنين من الروعة بحيث لا تعرف أين تصنفهما و في أي المقامات الكبيرة تضعهما. لا شك أن سليل هذه الأسرة سيكون ولدا مميزا و فنانا مبدعا.
الحقيقة أنني لا اجد مبررا لما قاله المذيع الكويتي و لماذا يريد الإساءة للبلدين معا و الشعبين معا، و أسأله ماذا لو كان مكان سعد المجرد فنان عالمي هل كان سيقول قوله هذا و لا يستغفر ربه..
