بقلم : فاطمة بوجرتاني
افتتحت
المدارس أبوابها للتلامذة الجدد و القدامى، يحذوهم الأمل في سنة دراسية مليئة
بالجديد و العطاء كما التلقي من رسل المعلومة، يرسمون ملامح مستقبل زاهـر يحمل
الأفضل لهم و لأبناء جيلهم .
غير أن
أبواب المدارس هذه السنة قبل إن تفسح جنابتها لمرتاديها ممن ألفتهم كل سنة ، زينب
جدرانها بإعلانات تذكر الآباء و الأولياء ببداية سنة دراسية جديدة بطعم الدروس
الخصوصية ، حيث اعتادت معظم المدارس الخاصة استقبال تلامذة ينصح لهم بهذه الدروس ،
إما لأنهم ليسوا ممن يستطيعون الفهم من أول لحظة أو ممن لا يجدون من يساعدهم
بالبيت لأن بعض المقررات خصوصا اللغة الأجنبية تكون صعبة في كثير من الأحيان على الآباء
، فزيادة على المصاريف التي يتكبدها أولياء الأمور بداية الموسم الدراسي تأتي هذه
الدروس لتثقل كاهل الآباء بمبالغ إضافية كانت فيما مضى حكرا على من لديهم ضعف في
بعض المواد ، لكنها اليوم أصبحت المكمل الأساسي لمعظم التلاميذ ، و كأن أساتذتنا
يقتصدون في معلوماتهم ليمنحوها إلى من هم قادرين على الدفع و مخلصين لهذا المسلسل
السنوي الذي تتكرر مشاهده مع كل سنة دراسية جديدة .
الغريب
في الموضوع أن هستيريا هذه الدروس التي تجتاح مجتمعنا اليوم بدأت تبحث عن مستهدفين
جدد لا يرون في التعلم إلا لوحة و فرشاة رسم يمضون بها أسعد اللحظات بعيدا عن
أمهاتهم ،و هم تلامذة التعليم الأولي لا
لشيء سوى أن مستوى التلاميذ في اندحار ، و أن مستواهم وجب أن يراقب منذ السنوات
الأولى من الدراسة ، في حين أن من أوكلت لهم مهمة تعليم هاته الفئة أو تلك تكمن في
تصحيح مسار هؤلاء التلاميذ و غيرهم ، متجاهلين أن بعض الآباء قد يقترضون من أجل
إنجاح صفقة المستقبل الأفضل لأبنائهم .
من أجل
كل هذا وجب أن نطرح مجموعة من الأسئلة ، إلى من ترجع مسؤولية تكاثر هذه الدروس
التي كانت فيما مضى حكرا على التلامذة المتعثرين دراسيا ، لتصبح اليوم جزءا من
التدبير الدراسي للآباء ؟ هل يمكن أن تكون صعوبة الفهم لدى الآباء لبعض المقررات
الدراسية خاصة منها الفرنسية الموصوفة بالمدارس الخصوصية أحد أسباب التهافت على هذه الدروس ؟ أم أنه شر
لا بد منه، إذا ما علمنا أن هناك بعض
الأساتذة يهددون التلاميذ بغرض الانضمام لهذه الأقسام ؟
قد تكون الدروس الخصوصية حلا سهلا في يد الآباء من أجل
مساعدة أبنائهم على اجتياز مراحل الدراسة بكل سلاسة ، لكنها مع مرور الوقت
تصبح لزاما عليهم ، خاصة إذا تعود الأبناء
على وجود أساتذة يستسهلون إنجاز الواجبات
المدرسية للتلاميذ بدلا من دعم إضافي يقوي مداركهم ، في ظل غياب المراقبة المستمرة من الآباء
بالتزامن مع هذه الدروس