اخر الأخبار

اعلان

حمل القالب من عالم المدون

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

سنة دراسية بطعم دروس التقوية




بقلم : فاطمة بوجرتاني 

افتتحت المدارس أبوابها للتلامذة الجدد و القدامى، يحذوهم الأمل في سنة دراسية مليئة بالجديد و العطاء كما التلقي من رسل المعلومة، يرسمون ملامح مستقبل زاهـر يحمل الأفضل لهم و لأبناء جيلهم .
غير أن أبواب المدارس هذه السنة قبل إن تفسح جنابتها لمرتاديها ممن ألفتهم كل سنة ، زينب جدرانها بإعلانات تذكر الآباء و الأولياء ببداية سنة دراسية جديدة بطعم الدروس الخصوصية ، حيث اعتادت معظم المدارس الخاصة استقبال تلامذة ينصح لهم بهذه الدروس ، إما لأنهم ليسوا ممن يستطيعون الفهم من أول لحظة أو ممن لا يجدون من يساعدهم بالبيت لأن بعض المقررات خصوصا اللغة الأجنبية تكون صعبة في كثير من الأحيان على الآباء ، فزيادة على المصاريف التي يتكبدها أولياء الأمور بداية الموسم الدراسي تأتي هذه الدروس لتثقل كاهل الآباء بمبالغ إضافية كانت فيما مضى حكرا على من لديهم ضعف في بعض المواد ، لكنها اليوم أصبحت المكمل الأساسي لمعظم التلاميذ ، و كأن أساتذتنا يقتصدون في معلوماتهم ليمنحوها إلى من هم قادرين على الدفع و مخلصين لهذا المسلسل السنوي الذي تتكرر مشاهده مع كل سنة دراسية جديدة .
الغريب في الموضوع أن هستيريا هذه الدروس التي تجتاح مجتمعنا اليوم بدأت تبحث عن مستهدفين جدد لا يرون في التعلم إلا لوحة و فرشاة رسم يمضون بها أسعد اللحظات بعيدا عن أمهاتهم ،و هم تلامذة التعليم الأولي  لا لشيء سوى أن مستوى التلاميذ في اندحار ، و أن مستواهم وجب أن يراقب منذ السنوات الأولى من الدراسة ، في حين أن من أوكلت لهم مهمة تعليم هاته الفئة أو تلك تكمن في تصحيح مسار هؤلاء التلاميذ و غيرهم ، متجاهلين أن بعض الآباء قد يقترضون من أجل إنجاح صفقة المستقبل الأفضل لأبنائهم .
من أجل كل هذا وجب أن نطرح مجموعة من الأسئلة ، إلى من ترجع مسؤولية تكاثر هذه الدروس التي كانت فيما مضى حكرا على التلامذة المتعثرين دراسيا ، لتصبح اليوم جزءا من التدبير الدراسي للآباء ؟ هل يمكن أن تكون صعوبة الفهم لدى الآباء لبعض المقررات الدراسية خاصة منها الفرنسية الموصوفة بالمدارس الخصوصية  أحد أسباب التهافت على هذه الدروس ؟ أم أنه شر لا بد منه، إذا ما علمنا أن  هناك بعض الأساتذة يهددون التلاميذ بغرض الانضمام لهذه الأقسام ؟
قد تكون الدروس الخصوصية حلا سهلا في يد الآباء من أجل مساعدة أبنائهم على اجتياز مراحل الدراسة بكل سلاسة ، لكنها مع مرور الوقت تصبح  لزاما عليهم ، خاصة إذا تعود الأبناء على وجود أساتذة  يستسهلون إنجاز الواجبات المدرسية للتلاميذ بدلا من دعم إضافي يقوي مداركهم ،  في ظل غياب المراقبة المستمرة من الآباء بالتزامن مع هذه الدروس 

hubk

حمل القالب من عالم المدون