اخر الأخبار

اعلان

حمل القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

%64 من المصريات يتعرضن للتحرش.. و"أرض الكنانة" تحتل المركز الثاني عالميا في الظاهرة

مروة عاطف
حقوقيون: التحرش بالمتظاهرات عملية ممنهجة.. وخبراء نفسيون: المتحرشون مرضى يحتاجون العلاج
رئيس الوزراء: نعمل علي مشروع قانون لتغليظ عقوبة التحرش.. ومراكز حقوقية: "ميلشيات الإخوان" الفاعل الحقيقى
مذيعة الـ BBC والفنانات ليلى علوى وبسمة اشهر ضحايا التحرش فى التحرير
على الرغم من المنشورات والحملات المناهضة للتحرش الجنسى التى انتشرت على نطاق واسع خلال الاونة الاخيرة إلا ان الظاهرة لا تزال موجودة – ربما – بشكل أوسع من ذى قبل .
وفى مفاجأة لم يكن يتوقعها الكثيرون من المصريين ثبت أن حوالي 64 % من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة.
هذه النسبة جعلت مصر تحتل المرتبة الثانية علي العالم بعد أفغانستان في التحرش الجنسي حسب تقرير لمكتب شكاوي المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر لعام 2012.
أشار المجلس إلى مرور الشارع المصري بأزمة كبيرة نتيجة تعرض النساء للتحرش بشكل يومي من التعرض للتحرش الجنسي في مصر طالبا بتوفير الحماية الأمنية في الشارع المصري بشكل مستمر حتى تتمكن من منع جرائم التحرش في الشارع خاصة بعد تحذير كثير من الدول الأجنبية لرعاياهم من التعرض للتحرش في مصر.
التقت المشهد عدداً من الحالات التى تعرضت للتحرش فى ميدان التحرير و محيط الميدان فى التظاهرات .
قالت الدكتورة ماجدة عدلى – مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف – ان هناك العديد من الحالات التى تعرضت للتحرش فى محيط ميدان التحرير و أطراف الميدان ، على أيدى مليشيات منظمة يوجهها النظام الحاكم فى مصر الان،  بمساعدة عناصر من وزارة الداخلية بهدف منع المرأة من المشاركة فى التظاهرات.
وأضافت أن أفراد هذه الميلشيات يتعمدون  تمزيق ملابس المشاركات والاعتداء عليهن ويصل الامر حدّ الاغتصاب فى بعض الحالات .
و أضافت ماجدة أن مركز النديم يعقد جلسات استماع و دعم نفسى لضحايا التحرش .
ومن جانبها وصفت الناشطة عفاف السيد ما يحدث للمتظاهرين فى ميدان التحرير و محيطة بـ"حالة من  التحرش الجماعى غير المبرر"، وعضدت كلام مديرة مركز النديم بأن ميسلشيات منظمة تتولى القيام بهذه التصرفات قائلة:  إنه بالفعل عمل انتقامى ومنظم و ممنهج و مدفوع الاجر لمجموعات و صفتهم  بـ" بلطجية الاخوان المسلمين " لبث الرعب و الخوف فى قلوب المتظاهرين و اجبارهم على التراجع واخلاء ميدان التحرير وعدم التظاهر و الاعتصام مرة اخرى  .
واتهمت عفاف الاخوان المسلمين بإرسال بلطجية و مسجلين خطر للتحرش بالبنات و الاولاد الذين يحمون المتظاهرات ولذلك تم عمل العديد من مجموعات فض التحرش لحماية الفتيات و السيدات فى ميدان التحرير وتم القبض على أفراد من المتحرشين واحالتهم إلى النيابة، وقالت: لن يفت فى عضدنا يمارسونه ضدنا ولن ترهبنا وسائلهم الرخيصة، وسنبقى فى الميدان حتى تتحقق أهدافنا.
وكشفت عفاف عن أنه تم ضبط عدد من المتحرشين يقيمون داخل خيمة بالميدان وقام المتظاهرون بهدم الخيمة  وهجموا عليهم و مازال التحقيق مستمرًا معهم، وقالت إن ذلك حدث عقب اغتصاب فتاتين فى يوم الجمعة 19 اكتوبر الماضى بشارع محمد محمود " .
و أضافت أن الدليل على أن الإخوان هم من يدفعون بالمتحرشين أن مسيرات الاتحادية التى بدات يوم الثلاثاء الماضى خلت تمامًا من كافة أشكال التحرش، حيث كان المشاركون جميعًا مشغولون بهدف واحد يتمثل فى تحقيق مطالبهم، أما الطرف الآخرفلم ينزل فى ذلك اليوم لذلك لم تقع أى من حوادث التحرش، على الرغم من انسحاب قوات الأمن.
وتابعت: المتظاهرون الذين شكلوا دروعًا وسلاسل بشرية لحماية القصر الرئاسى بعد تخلّى قوات الأمن عن مهامها جديرون بالحفاظ على زميلاتهم وصيانة اعراضهن.
يقول أحمد نايل - معالج وأخصائى نفسى – إن للتحرش أسباب نفسية و أخرى اجتماعية وكذلك اسباب اقتصادية تحددها  ظروف النشأة واسلوب التربية وكذلك العادات القديمة المتأصلة فى وجدان المجتمع، والتى يأتى على رأسها التفرقة بين الجنسين، ففى مجتماتنا الشرقية جرت العادة على تفضيل الولد عن البنت، وهو الأمر الذى يساهم فى تضخيم المشكلة.
ويضيف أن ثمة مشكلة أخرى تزيد من الفجوة تتمثل فى إغفال معاقبة الولد حينما يخالط الجنس الآخر فيما  تقوم الدنيا ولا تقعد إذا ما اقترفت الفتاة الفعل نفسه .
وهناك اسباب اقتصادية يترتب عليها تاخر سن الزواج و عدم الاحساس بالكفاية المادية ففى الوقت الذى لا يجد فيه الشباب فرصة للعمل، لا يجدون ايضًا رادعًا أو منظمًا للتحكم فى المشاعر والرغبات .
وأوضح نايل أن توظيف المأثور الدينى "ناقصات عقل ودين" بشكل خاطىء وفى غير موضعه، وكذلك انتشار المواد المخدرة وعقاقير الهلوثة بين الشباب الذين يرتكبون هذه الأفعال، علاوة على السلبيات الأمنية من الامور التى تساعد  على تفشى الظاهرة.
فالعديد ممن يتعرضن للتحرش يحجمن عن تحرير محاضر بالشرطة خشية تعريض سمعتهن لـ"القيل والقال"، لذلك فمعظمهن يؤثرن السلامة ولا يفصحن عما تعرضن له.
واوضح الخبير النفسى ان هناك بعض الحالات يكون لديها نوع من الاضطراب النفسى و هناك حالات تصل لانهيار عصبى وهنا يأتى دور الطبيب فى مساندة الفتاة لتخطى المشاعر السلبية ، و اقناعها بانها ليست مخطئة لنزع الشعور بالذنب و تدعيم الثقة بالنفس .
أما الجزء المهم فهو كيف تواجه هذا بطريقة فعالة ؟ فلابد من تشجيعها على التدريب على رياضات الدفاع عن النفس كالكاراتيه و الجودو و الكونغوفو.
"المشهد" رصدت ما تعرض له العديد من النساء والفتيات خلال الوقفات والاحتجاجات المختلفة، فكانت أسوأ حالة تحرش جنسي حدثت في ميدان التحرير للصحفية الأمريكية الأصل "لارا لوجان" مراسلة قناة (bbc ) الإخبارية.
قالت لارا إنها تعرضت للضرب والاعتداء الجنسي أثناء تغطيتها لأحداث الثورة ، فقد تعرضت لهجوم عنيف عليها من قبل حوالي 200 شخص ، وتم فصلها عن فريق العمل ، وأنها تعرضت إلى اعتداءات جنسية استمرت لأكثر من ساعة ، إلا أن استطاع الجيش تخليصها من بين أيدي الحشود .
وفي 4ابريل تعرض توفيق عكاشة وحياة الدرديرى المذيعان بقناة الفراعين للتحرش بميدان العباسية وبوسط القاهرة في مظاهرات حاشدة لتأييد اللواء عمر سليمان الرئيس السابق للمخابرات المصرية ونائب رئيس الجمهورية الأسبق للترشح لرئاسة الجمهورية .
وفي شهر أغسطس حررت أقسام الشرطة بمديرية أمن القاهرة134 محضر تحرش جنسي بسيدات خلال أيام عيد الفطر , كما تمكن رجال الأمن بالجيزة من ضبط122 حالة تحرش بحديقة الحيوان والهرم وشارع جامعة الدول العربية,ومناطق مختلفة بالمتنزهات والحدائق العامة.
وقد تعرضت الفنانة بسمة، زوجة الدكتور عمرو حمزاوي، عضو مجلس الشعب السابق، للتحرش أثناء مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية المنددة بحبس الصحفيين في قضايا نشر علي خلفية حبس الصحفي إسلام عفيفي رئيس تحرير صحيفة الدستور بميدان طلعت حرب خلال أغسطس.
وفي سبتمبر بلغت حصيلة التحرش بمدارس البنات في السويس خلال يومين منذ بدء العام الدراسي 34 حالة تحرش.
وفي أكتوبر نظمت عدة حركات نسائية وبعض الأحزاب والمبادرات الثورية، سلسلة بشرية أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة ضد التحرش وللمطالبة بحقوق المرأة في الدستور .
وطالب المشاركون بتعديل المادتين 36 و 26 من قانون الحريات في الدستور وإصدار قانون يجرم التحرش.
وصدرت في نفس الشهر وثيقة عن الحركة النسائية المصرية بشان حقوق المرأة في الدستور، والتي أكدت على أن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق المواطنة وأن المرأة جزء من نسيج مصر لذا يجب أن تشارك في صياغة الدستور ولابد أن يأخذ في الاعتبار.
ورفعت المتظاهرات لافتات كتب عليها "نطالب بقانون ضد تحرش الجنسي ".." نفسي أمشي في الشارع مابصش ورأيا كل شوية" .." إعدام أي متحرش ".. " لا للتحرش الجنسي "، كما ارتدى المشاركون تشيرتات كتب عليها "كما تدين تدان".
وفي أعقاب عيد الأضحى أعلنت وزارة الداخلية حصيلة أولية لظاهرة التحرش الجنسي خلال أيام العيد بلغت 172 حالة بينها 7 حالات هتك عرض.
وقالت الوزارة في بيان إن:" السلطات الأمنية ألقت القبض علي 7 متهمين أسندت إليهم تهمة هتك العرض والتحرش بالفتيات خلال أيام عيد الأضحى من بينهم 6 حالات بالقاهرة وواحدة فقط بالإسكندرية".
وأضافت الداخلية أنه تم تحرير 165محضرا لمتهمين بتهمة التعرض لأنثى بالقول في عدد من المحافظات بينها القاهرة 87حالة والإسكندرية 3حالات والفيوم 31حالة والجيزة 23حالة والسويس 19حالة والأقصر 5حالات".
وقبل أيام من حلول العيد أطلقت مبادرات مجتمعية لمواجهة التحرش الجنسي في الأماكن المزدحمة خلال عيد الأضحى، كما أعلنت الحكومة أيضًا استعدادها لمواجهة الظاهرة.
وقال رئيس الوزراء هشام قنديل في تصريحات صحفية: "نعمل علي مشروع قانون لتغليظ عقوبة التحرش في إطار حزمة من الإجراءات الرادعة لمكافحة هذه الظاهرة الكارثية الدخيلة علي المجتمع".

ودعا نشطاء مصريون السلطات لتعديل قانون العقوبات المصري لإقرار قانون ينص على معاقبة المتحرشين سواء من الرجال أو النساء، بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه (ما يعادل 170 دولارًا أمريكيًا) أو بأحدهما، سواء كان التحرش تم بواسطة المغازلة الكلامية، أو اللمس، أو من خلال المحادثات التليفونية، أو الرسائل العاطفية سواء تم ذلك عبر الهاتف المحمول أو الإنترنت أو الرسائل المكتوبة أو الشفوية.

ويذكر أن بعض الناشطات في وقت سابق هذا الشهر أقمن احتجاجا خارج القصر الرئاسي في القاهرة، مطالبات الرئيس محمد مرسي بإصدار العقوبات مشددة ضد التحرش.

ووفقا لدراسة حديثة نشرت من قبل المركز المصري لحقوق المرأة، فإن 83% من النساء المصريات و98% من الزوار الأجنبيات شهدْنَ واحدة أو أشكالاً مختلفة من المضايقات.

وقد ظهرت عدة مبادرات لمحاربة التحرش منها مبادرة "فؤاده واتش " بجانب المجلس القومي للمرأة و ذلك من أجل تلقي الاتصالات والشكاوى الخاصة بالتحرش الجنسي بالشارع المصري و المطالبة بالتحقيق فيها .

وقال فتحي فريد منسق مبادرة فؤاده واتش بأن الحملة تأتى من أجل التوصل إلى حل قانوني مناسب للتخلص من ظاهرة التحرش الجنسي بالشوارع المصرية و الذي تفاقم في الفترة الأخيرة و خاصة خلال الأعياد , مضيفاً أن الحملة تقوم بالتنسيق مع عدد من منظمات المجتمع المدني الأخرى و عدد من النشطاء في مجال حقوق المرأة من اجل تلقى الصور و البلاغات الخاصة بحالات التحرش الجنسي و توثيقها و تقديم بلاغات بشأنها .

و قال خالد على، عضو حملة “كما تدين تدان” إن الحملة بدأت نشاطها منذ 4 شهور، وتوزع أعضاءها أمام المولات ودور السينما، مؤكداً: “لن نلجأ للأمن في التعامل مع المتحرش، لأن موقفه لن يكون حاسماً”.

بينما شكل أعضاء “بصمة” دوريات من الشباب والفتيات المتطوعين، لمراقبة المترو ومناطق طلعت حرب والتحرير والكورنيش، ومحاولة رصد حالات التحرش والقبض على المتحرشين بالتعاون مع أقسام الشرطة والجهات الأمنية.

وبسؤال الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية عن سبب تزايد الظاهرة في الأعياد والمناسبات قالت إن الظاهرة لا تحدث بشكل ملحوظ إلا في الإجازات ويحدث تحرش جماعي من قبل أطفال تحت سن ال18 ويكون غالبا ليس بالغرض الجنسي, ولكن بغرض الترفيه خاصة وأنه يحدث في وضح النهار وبأماكن عامة.

وتضيف إن الظاهرة لا تحتاج إلي قانون لأنه يمكن إساءة استغلاله بتلفيق التهمة, ولكن يجب ملء فراغ الشباب خاصة في الإجازات الطويلة, كما تفعل كثير من الدول بتخفيض قيمة تذكرة المواصلات والسينمات والمتنزهات وتنظيم رحلات ترفيهية بأسعار زهيدة و لابد من توافر عناصر من الشرطة يتم دسها في أماكن الأكثر ازدحاما، حتى يتم القبض علي المتحرشين ،فإذا علم الشاب أو الفتاة بوجود عناصر من الشرطة متواجدة في الأماكن سوف يفكر ألف مرة قبل يرتكب جريمته سواء بالتحرش الجسدي أو المعاكسة.

وتطالب زيادة التوعية الدينية في المساجد والكنائس فهذه الأماكن ليست دور عبادة فقط بل يجب أن تعمل علي تعليم الأطفال الحياء والأدب .
 

hubk

حمل القالب من عالم المدون