الوكالة الأوروبية للأدوية تمنح الإيفابرادين مؤشرا جديدا لمعالجة قصور القلب.
تقلص نسبة الحالات المعالجة على إثر تفاقم قصور القلب إلى 26 بالمائة، وتقلص نسبة الوفيات بسبب هذا المرض بنفس النسبة المئوية، تلك هي نتائج الدراسة الدولية "شيفت" التي تم إجرائها بخصوص دواء الإيفابرادين.
بالنسبة للبروفسور أحمد بنيس، طبيب القلب وعضو الجمعية المغربية لطب القلب، فإن هذا الدواء يمكّن من مراقبة علاجية لهذا المرض المرعب والمجهول في نفس الوقت.
شأنه شأن العديد من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم وداء السكري، يطرح داء قصور القلب مشكلا للصحة العامة بالمغرب وفي دول أخرى. وقد مكّنت جهود الباحثين مؤخرا من الحصول على علاج جديد، حيث قامت الوكالة الأوروبية للأدوية مؤخرا بمنح الإيفابرادين مؤشرا جديدا لعلاج قصور القلب موازاة مع العلاج العادي.
وفي هذا الإطار، يقول البروفسور أحمد بنيس، طبيب القلب وعضو الجمعية المغربية لطب القلب " يشكل توسيع حقل تطبيق الإيفاباردين مستجدا مهما في العلاج بما أنه تم التأكيد على أن هذا الدواء يطلق مفعوله عبر الخفض من سرعة القلب دون الخفض من ضغط الدم الشرياني للمريض، عكس الأدوية التقليدية الأخرى".
وبالفعل، فقد أثبتت نتائج الدراسة الدولية شيفت (علاج قصور القلب عبر محاولة توظيف دواء الإيفابرادين) أن الإيفابرادين يمكن من الخفض، بنسبة مهمة، من نسبة أزمة قلبية أولى بنسبة 18- بالمائة، كما يخفّض من نسبة خطر الوفاة الناجمة عن قصور القلب بنسبة 26- بالمائة، بالإضافة إلى مساهمته في تخفيض خطر المعالجة في المستشفى نظرا لتفاقم حالة قصور القلب بنسبة 26- بالمائة. كما أن خلاصات هذه الدراسة تؤكد على تجاوب المرضى معه بشكل جيد.
ويضيف البيروفسور بنيس قائلا" يفرض الإيفابرادين نفسه اليوم كالدواء الواعد في مجال معالجة قصور القلب، حيث سيشكل هذا المؤشر الجديد بالنسبة للأطباء الاختصاصيين مرادفا للأمل في تحسين التكفل بهذا المشكل الذي يهم الصحة العامة وكذلك تحسين جودة عيش المرضى المصابين بهذا الداء".
دراسة "شيفت"
تعتبر دراسة "شيفت، التي دامت حوالي سنتين، أكبر دراسة تم إنجازها إلى غاية الآن بخصوص قصور القلب. أُجريت هذه الدراسة ب 37 بلدا وهمّت 6558 مريضا، والنتيجة هي أننا أحصينا أن نسبة الوفيات الناجمة عن هذا الداء انخفضت بنسبة 26 بالمائة ضمن الفئة التي استعملت الإيفابرادين ، إضافة إلى انخفاض عدد الحالات التي تتلقى العلاج بالمستشفى بنفس النسبة المئوية، كما أن تجاوب المرضى مع هذا الدواء جيد جدا. هناك عرض ثانوي وحيد، إذ أن 3 بالمائة من المرضى أبدوا انزعاجا، مؤقتا من وميض مشّع.
هذه النتائج تُظهر فوائد الإيفابرادين بالإضافة إلى العلاج المعتاد وتؤكد أن سرعة القلب، لدى المرضى المصابين بقصور القلب، عامل خطر، مهم يمكّن تقليص دلاجة خطورته من التخفيف من حدة تفاقم المرض.
الإيفابرادين
حسب الوكالة الأوروبية للأدوية فإن الإيفابرادين (جزيئة من إنتاج مركز البحث "سيرفيي") يُلائم المرضى المصابين بقصور القلب، وهو الأمر الذي أثبتته مختلف التحاليل والتجارب الطبية التي تمّ نشرها في "لانسيت"، ذلك أن مفعول الإيفابرادين يسمح بحماية القلب وتمكينه من الضخ بفعالية أكبر وبإيقاع أقل بطئا، وهو ما يسمح بخفض عدد الوفيات والمعالجات بالمستشفى بشكل كبير. وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة قصور القلب، لا يتمكن القلب من ضخ ما يكفي من الدم فيما توجد هناك أعراض كثيرة لهذا الداء، الذي يمكن أن يتسبب في الوفاة منها العياء وضيق التنفس.
داء قصور القلب
يتم تعريف قصور القلب، داء القرن، على أنه عجز القلب عن ضخ ما يكفي من الدم للجسم مما يتسبب في ضيق تنفس وعياء لا يتماشيان مع المجهوذ المبذول. وكغيره من الأمراض المزمنة المتعددة كارتفاع ضغط الدم وداء السكري، يطرح قصور القلب مشكلا في الصحة العامة بالمغرب، حيث تبقى توقعات هذا الداء خطيرة بسبب المعدل المرتفع للمضاعفات والوفيات.
ورغم غياب الدراسات الوبائية، فإن تقارب مختلف المعطيات يوضح أن معدل الوفيات في صفوف المرضى المصابين بهذا المرض يرتفع بأكثر من مرتين أو ثلاث مرات عن عدد وفيات الساكنة العامة في نفس السن، مع الإشارة إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن مرض قصور القلب يفوق عدد الوفيات التي تتسبب بها أنواع كثيرة من السرطان.