اخر الأخبار

اعلان

حمل القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 10 يناير 2012

حريــتــكم تــقــف ..عــند حــريــتــنا


كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الحرية و التحرر و خاصة منها الفنية ، حيث نادت مجموعة من الأصوات المطالبة  بالحرية في مجالها إلى إعطاء الفنان سقفا لامحدودا من التحرر الذي يمكنه من أداء دوره في الحياة الثقافية ، على حد قول الكثيرين منهم ، حيث أبدت هذه الفئة من المبدعين المغاربة تخوفهم من أن يتم الحجر على حريتهم خاصة بعد التحولات السياسية التي أفرزتها نتائج الانتخابات الأخيرة بالمغرب ، و كأن أعمالنا الدرامية التي سبقت هذا العهد في السينما و المسرح أو غيره كانت ذات طفرة و جودة عاليتين ترقيان إلى الفكر المغربي .... إلا ما خلا من بعض النماذج القليلة التي قدمت الفن الراقي و ما زالت فاحترمت بذلك ذاتها و جمهورها .
عندما خرجت هده المجموعة من الفنانين المطالبين بالتحرر اللامشروط ، خلت نفسي في بلد غير البلد أو كأنني لا أعرف أناسه و لم أترب على تقاليده الضاربة في عمق التربية المغربية ، و الأكثر من هذا و ذاك تخيلت نفسي و كأني وسط أناس لا يدينون بنفس الدين السمح الذي علمنا مبادئ سمحة و عشنا بنسيم أحاديثه الصادقة التي جعلتنا خير أمة أخرجت للناس ، كيف تنكر صناع البهجة في زمن غابت فيه أصوات الضحكات عن الأرجاء ، كيف هان عليهم أن يضربوا ثقافاتنا عرض الحائط و هم من أنيطت بهم مهمة الحفاظ عليها و نشرها بين الآخرين .
لكنني و أنا أتدرج في كتابة هذه الكلمات ، وجدت نفسي أطرح مجموعة من الأسئلة ، هل نجح جل فنانينا المغاربة لأنهم جعلوا الابتذال صناعتهم ؟ و متى كان الإسفاف و الخلاعة سببا أساسيا للنجاح ؟ و ما الجدوى من فن بدون هدف أو فن يكون هدفه تخريب العقول بدل الارتقاء بها؟ أين هي المسؤولية الثقافية لفنانينا و مبدعينا ؟ أم أنهم يرون في الفن وسيلة عيش فقط و الغلبة لمن يكسب أكثر ؟
لهؤلاء أقول : مجموعة من الفنانين المغاربة الذين نجحوا في كسب جمهور عريض سواء في الداخل أو الخارج ، تاريخهم الفني يشهد أن أعمالهم كانت تحمل رسالة ما و تحترم الخصوصية الثقافية ، الدينية و الاجتماعية للمغاربة بل هناك من جعلها هدفا أساسيا يبرزه من خلال أعماله ، محترما بذلك قناعاته ومجتمعه ، لهؤلاء الفنانين الذين أرادوا فنا على طريقة الابتذال و ضرب الأخلاق عرض الحائط نقول ، حريتكم تقف عند حريتنا ، و مسؤوليتكم أن تخرجوا مجال عملكم من سباته بالاجتهاد ، بعيدا عن ضرب قيمنا عرض الحائط ، فالفن الذي يحمل رسالة سامية يريد بها إصلاحا أو تثقيفا أو نشر الوعي بين عموم المتلقين، يتحدث عن نبض المجتمع ، يسجل التغييرات ليحفظها التاريخ ، يعيش مدى السنين ، و يحفظ في الذاكرة إلى الأبد .
هذا هو الفن الحقيقي الذي وجب الدفاع عنه ، و الفنان الحقيقي هو الذي يحمل هم اليوم في العطاء الجيد و هم الغد في البقاء ، و صوت الفنان مسموع وجب توظيفه أحسن توظيف من أجل نشر ثقافة بلده في كل مكان و السمو بفنه حتى يرقى و يرتقي معه جمهوره الذي وثق به و منحه بعضا من وقته ، لأنه أمل في الفرجة الممتعة و الهادفة وسط جو أسري هادئ و دافئ ينسيه تعب يوم انتهى بتناقضاته و يزرع فيه أملا جديدا لاستقبال يوم جديد للبذل و العطاء من أجل غد أفضل .
                                               
                                                               بقلم بوجرتاني فاطمة 

hubk

حمل القالب من عالم المدون