اخر الأخبار

اعلان

حمل القالب من عالم المدون

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

الأعمال الرمضانية بين الرفض و القبول



اجتهاد كبير ذاك الذي تميزت به قنواتنا التلفزية لتسويق منتوجاتها الرمضانية التلفزية ، إذ لا تكاد تمر لحظة دون أن تذكرنا أن هذه السنة ستكون استثناء دراميا و فكاهيا على قنواتنا ، و لتكرس هذا الرأي أتتنا ببرامج حصرية في النوع لا المضمون .
انتظرنا بداية الموسم التلفزي بانتظارنا الشهر الفضيل ، يحدونا الأمل في أن نرى دراما مغربية حقيقية من قلب حياتنا المعيشة ، أملنا أن يتحقق الحلم الدرامي في خضم التراكم الذي جعلتنا نعيشه الوصلات الإشهارية المتكررة لهذه المادة أو تلك ، حلمنا كان بسيطا هو أن نكون كباقي الدول العربية قادرين على جعل أعمالنا تحاكي حياتنا اليومية المشبعة بكل المتناقضات ، التي بإمكانها أن تستنبط منها قصصا و عبرا تبقى خالدة مدى السنين .
انتظرنا شهر رمضان ، كما انتظرنا الموسم الفكاهي على قنواتنا التي لم تخيب أملنا في وصلات خدمت المادة الفنية دون أن تخدمنا كمشاهدين ،حتى أننا فوجئنا بتكرار بعض الأعمال ، صحيح أن العنوان و بعض الوجوه التي حاولت أن تضع بعض اللمسات على حلقاتها قد تغير، إلا أن المضمون ظل كما هو رغم بعض الاجتهادات الجريئة التي حاولت إضافتها والتي غالبا ما فرقت جلسات الأسر على مائدة الإفطار ، دون أن تحترم قدسية هذا الجمع و لا حرمة الشهر الفضيل ، و مع ذلك فإن الأعمال الرمضانية المغربية تعرف متابعة كبيرة من طرف المشاهدين و ذلك لأسباب عديدة أولها حب الاستطلاع الذي غالبا ما يتحول إلى أمل في رؤية الأحسن ، السبب الثاني هو كون الأسر المغربية تجتمع على مائدة واحدة في رمضان و الغلبة تكون دائما للكبار فهم يفضلون متابعة الأعمال المغربية دون غيرها ، و ثالث الأسباب و هو الأهم الفراغ  الدرامي و الفكاهي الذي تشهده باقي القنوات العربية وقت الذروة  بحكم فارق الوقت بيننا و بينهم .
أعمالنا الدرامية و الفكاهية لعبة كبيرة في يد الإعلام و الإنتاج ، الهدف منها الترويح عن المشاهدين ، لكن بعضها يحول لحظة الفرجة و المتعة إلى لحظة خوف مما ستؤول إليه جلساتنا الرمضانية أمام قنواتنا المغربية  ، فهل سنحظى يوما بلحظة متعة أمام شاشاتنا ؟ هل سيكون بإمكاننا يوما أن نجعل من رمضان الذي يعتبر شهر المصالحة النفسية هو أيضا  شهرا للمصالحة مع أعمالنا التلفزية ؟ و هل سيتحمل فنانونا مسؤولية الارتقاء بأعمال وثق فيها المشاهدون لأنها تحمل أسماءهم ؟أم أن المادة ستغلب على الذوق الرفيع و الارتقاء الفكري الذي جاء به الفن عبر الزمن ؟
                                                                                       بوجرتاني فاطمة 

hubk

حمل القالب من عالم المدون